ابحث عن شيءٍ هنا

الخميس، 3 مارس 2011

فكرٌ قد يورث الوهن !



إنّ مجرد التفكير بأن ما يصيب الأمة من وهنٍ و تراجع هو جراء مؤامرات صهيونية أو تدخلات علمانيّة هو بحد ذاته تخدير للهمم و عثرة في طريق الوصول إلى النهضة . و للأسف بأن بعض الدعاة يروجون لهذه الفكرة مما يجعل بعض الشباب بدل أن يفكروا في كيفية النهوض بالأمة من جديد، يشغلوا تفكيرهم في كيفية صد تلك الجهات التي تنظّم تخطيطا كاملاً لإضعافنا، لن ننكر وجود بعضها ، و لكنها لن تتغلب إن وجدت عالماً عربياً إسلامياً متماسكاً لا يسقِطه هجومٌ فكريٌ ضعيف . و  الكل يعلم بأن وهن الأمة منبعثٌ من داخل نفوس المسلمين الذي خشوا مؤامرات العدو و لم يخشوا تراجع قيمهم و حضارتهم !و إن الأولى بنا أن نفهم وسائلهم و كيفياتهم في نشر فكرهم و رسالتهم الممزقة، كما فعل الكثير من غير المسلمين حين كشفوا نقاط ضعفنا و ركزا عليها و استمالونا إلى نظريات ماديّة مجردة من العمق الإنساني و الروحاني الذي خُلِقنامعه! و كان الأحرى بنا حين كنّا و مازلنا نؤمن بأعظم الرسالات أن نكشف مواطن ضعفهم و نصل إلى مراكز اهتزازهم من أجل أن نبلّغ فكرنا الإسلامي القويم على أكمل وجه. شغلنا بالتوجّس من احتماليّة أن تصح شكوكنا في أمر المخططات ، و نسينا أن نؤمّن تلك الدروع الحصينة التي لن يصل إليها بشر لو شكّلناها بعزة الإسلام ، و تأسينا في سيرنا بالحكمة التي نطق بها عمر بن الخطّاب( كنا أذل قوم, فأعزنا الله بالإسلام, فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ).   
لا ينشغل بعدوه إلاّ من أعطاه مساحةً كبيرة من اهتمامه ، و إن وضعنا تلك المساحة فنحن نرحب له بالتواجد فيها ، و إنّ الحضارة القويّة المنهج لا تخش من شقوق صغيره يفتعلها فاسد خارج إطارها ، و مهما زعمنا من مزاعم فلن نصل إلى النهضة الحقيقية من دون فهم عميق للمنهج الإسلامي  و وظيفته في رفع مستوى الحضارات .
نحن نعود إلى الخلف من نفس الدائرة التي سارت عليها شعوب سبق و أن تخّلفت ، فبحثت عن مناهج تسيّر بها حياتها ، و قد تكون وصلت إلى التقدم العمراني ، و لكنّها- و إن لم تكشف -ما زالت تعيش حالات مضطربة من عدم الاتزان النفسي و الروحي ، لأنّ مناهج بشريّة هزيلة لا يمكن أن تقوم بعمل منهج رباني متكامل. لماذا نسمح بأن يتصيد الآخرون أخطاءنا و نحن أمّة  تمتلك منهجاً قويماً فرّطت به ، بينما يحاولوا أن يُظهروا أجلّ الصور و أكملها عن حضارةٍ مزخرفة الجدران متهالكة الأركان !
نحن نحتاج بالفعل إلى فهم عميق لماهيّة الحضارة و أسبابها ، و معرفة تامّة بضعف دول توهم مجتمعاتها بأسباب التّفرد و السلطة على حساب الفرد الذي يعيش من أجل مصالح دوليّة لا من أجل تخليد أمّة !
 بأيدينا أن نصنع حضارة تبعثُ المسلمين من تحت ركام المفاهيم التي توارثتها وهناً عن وهن ،عندما نخرج من بوتقة التبعيّة و أوهام الهجوم و المؤامرات و نعي بأنّ مشكلتنا فكريّة روحيّة قبل أن تكون مدنيّة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

انثر فكرة