ابحث عن شيءٍ هنا

الثلاثاء، 31 مايو 2011

ثمةَ ضوء !










مدخل: 

هناك من لا يعرف الضوء ، لأنه اعتاد أن يعيش في العتمة !

لا أعرف ماذاك الشعور الذي انبثق فجأة من أعماقي ، كأنه المصباح المتدفّق بالنور   وسط الظلمة ، مواقف كانت تزعجني ، و كلمات لم ترق لي يوماً ، كنتُ أدرِك بأنها لا تناسِب عقلي و لا تنسجم معها بصيرتي ، إلاّ أني لم  أعلم كيف أفسّرها ، و لماذا كان شعوري في كل مرة يأتي مناقضاً لها ، أسئلتي الصغيرة القافزة في كل مرة من جوف عقلي ، كانت تؤلمني حين لا أجد لها إجابة ، و لكن استمرارها على هذا النحو من القفز ، كان كفيلاً بعد عون الله في كشف حقيقة أحاسيس كنتُ أحسبها  ألغازاً لا حل لها ، و رموزاً ترتسم أمام ناظري لا أستطيع فكها ! إيماني التام بأن الباحث عن الحقيقة هو إنسان يستحق العيش كان إيماناً يدفعني للبحث و التساؤل أكثر ،  العيش في الحياة التي تستحق وجودنا داخل إطارها اللامحدود ، الحياة التي تريدنا لا نريدها و حسب  ، تريدنا نفوساً كريمة و أرواحاً تتنفس الوعي .
كنتُ دائماً أصر بأن الباحث عن الحقيقة سيجدها ، و الساعي إلى الهدى سيهتدي . و الهدى طريق ، طريقٌ طويلٌ جميل نقطف منه الأزهار و نستنشقها ، و سبيل يكشف لنا في كل يوم حقيقة كنا نبحث عنها بخوف و توجّس .قد لا أكون اهتديتُ إلى كل أجوبة أسئلتي ، و لكن بعض المواقف تضيء لنا جزءً من البصيرة ، و في كل وقفة تستوقفنا على طريق الهدى ، نعيش عمراً جديداً مديداً و إن كان قصيراً ، العبرة في فهم الحياة و استشعار النعم و استبصار الحقائق لا في طول السنين التي نتقلّب داخلها !
 عظيم أن نفهم حقيقة الأشياء و المشاعر و الأفكار من حولنا، كل إنسان بجانبنا، يقف هنا ، أو ربما هناك ، هو فكرة ! شعوره فكره ، رأيه فكره ، حبه فكره ، كرهه فكره ، جماله فكره ، و قبحه فكره ، حين نصل إلى عمق تلك الأفكار المتخبّطة داخل النفوس ، سنحصل على نتيجة مذهلة ، و هي أن نحيا كما نحن .لا تيأسوا من طول البحث عن أجوبة لأسئلتكم ، فلتسعوا إلى الهدى لتهتدوا .

اليوم أدركتُ الكثير ، حين و صلت لعمق فكرة أحدهم ، و تعرفت على الدافع و راء ردود أفعاله ..


..

مخرج ..

ابحث عن المصباح ، و استمد طاقتك من أعظم مصدر / الله .

و فتش في الظلام ..
فثمة َ ضوء 

الأحد، 1 مايو 2011

الآلام العظام تصنع الآمال العظام



قيل بأن الإبداع يولد من رحم المعاناة :)



بتهوفن العازف الألماني الشهير، صاغ أجمل الألحان ، و لم تكن بداية تعلّمه جميلة حقاً كعزفه ،فقد كان يتلقى معاملة قاسية جداً من أبيه السكّير و كان يُرغم و هو صغير السن على تعلّم الموسيقى و عزف البيانو لأن والده يرغب في أن يكون ابنه عازف بيانو كأحد العازفين المشهورين في عصره ، فقد كان يتعرض للضرب إن حاول أن يفوّت درساً واحداً في تعلم العزف على البيانو ، و توفي والده و هو في عمر السادسة عشرة و اضطر أن يحمل مسؤولية رعاية الأسرة على عاتقه ، و هو الذي أصيب في أواخر عمره بالصمم ، و خلال هذه الفترة انهمرت أجمل معزوفاته ..

أكاد أجزم بأنه لا عظمة بلا محنة تسبقها .. بل و محن .. في كل مرّة أتوانى فيها عن السير في الطريق الذي اخترته ..  أفكر مرة أخرى ما مدى تساوي علو همتي مع علو هدفي .. إنّ هدفي عالٍ بلا شك و إلا لم أكن أضعت وقتي في التجهيز للوصل إليه .إلاّ أنّ الكثير يعول نجاحات الأفراد إلى بيئة خصبة تحتوي قدراتهم و تسقيها و تنميها، لا غبار على ذلك و لكن ليس على كل حال بل في أقل الأحوال . فعندما نمعن النظر في حياة عظماء التاريخ نجد بأنّ ما كان يميّز بدايات حياتهم هي الآلام العظام حتى أصبحت مع إيمانهم و تدريبهم الآمال العظام ، فالآلام لها فوائدُ ثمينة إن علمنا كيف نتعامل معها .. أول فوائدها : اكتساب القوّة و إحدى فوائدها التحدي ، وأهم فوائدها الشعور بالآخرين والذي قلّما يمتلكه أحد ، فشعورنا بالآخرين و تحسس آلامهم و معاناتهم يرجع إلى كوننا ذقنا طعم الألم وتجرعنا مرارته و إن اختلفت الآلام في أشكالها و مضامينها ، فذلك كله سيكون كالوقود الذي يشحنُ أفئدتنا و عقولنا لعمل شيء يخدِم مجتمعاتنا بل و أمة بأكملِها . الآلام تربينا و تجعل منا أفرداً أكثر نضجاً .. 
فيا من ترافقهم الآلام استغلّوا الألم في اكتشاف دواء . إنّ مجرد امتلاك هذه القناعة لهو بحد ذاته شيءٌ عظيم لا يجعلنا نشعر بالضعف أو الانهزام و لا أن نختلي بأحزاننا دون أن نخرج من هذه الخلوة بشيءٍ من الأمل .
أيقن بأهميّة وجودك على هذه الأرض .. و اجعل من دموعك نهراً متدفّقاً تسقي به البشريّةُ حقولها .. احمِل في قلبِك بين حينٍ و حين آلام العظماء لا آمال الضعفاء .. و اقرأ التاريخ حتى تُدرِك بأنّ الصواعق لا تدوم بل ستسكن و تهطِل معها الأمطار .
من أجمل ما قال العازف الشهير بتهوفن في خطابه الذي أرسله إلى صديقه الأمير "ليشنوفسكي": "أيها الأمير.. إن مكانتك وإمكانياتك، ترجع إلى الحظ .. وإلى الوراثة، ولكن أنا أختلف، لأن مجدي ينبع من نفسي، ولا يوجد سوى بتهوفن واحد " .