ابحث عن شيءٍ هنا

الأربعاء، 23 فبراير 2011

إيـــمـــان


كانت اللقيا ،، و كنتِ أنتِ التي تلقّفتني من بين فوضى الذكريات ، لأبدأ رحلة الأصدقاء و أكتشِف معكِ بعداً آخر يعبَقُ بعطرِ الحياة .. 


كانت اللقيا هبةٌ تنزلت تسمو بها روحي إلى سماءِ الأوراح المباركة ، أذكرُ كم أنّ الكل كان يطمعُ بسويعاتٍ يقضيها معكِ ، أتذكرين مديرة الدار و غيرتها ، كلّما تذكرتُ مواقفنا ابتسمت ، أتذركين كم استقبلتِ كل طيشي و تمرّدي بقلبٍ حنون ، أذكر تماماً أنكِ كنتِ تقولين لي : " أعلم يا نوف أنكِ سوف تعودين إلى رشدك " ..


رغم ابتعاد المسافات بيننا إلاّ أنكِ كنتِ تسكنين معي روحاً ، و أعلم بأني كنت كذلك أيضاً ، رحيلك لم يزد بعد المسافات طولاً بالنسبة لي و لا بعد الأرواح نسياناً ، رحيلكِ يحرّك فيني شجناً استشعرته في حروفك ، لأوّل مرّه أشعر بانتقال رعشة الحزن الذي يسكنك إلى قلبي ، ما يحزنكِ يحزنني و ما يفرحكِ يفرحني ...



دموعي كانت الأسبق في فضح المكامن ،كلّ ما أشعر بأنّ لدي رغبة في قوله : " أحبـــك " ،و أحب أن أراكِ سعيدة ، ترفلين بالفرح ،و تغمرين قلوب من حولكِ به ،روحي .. إنّها أول البدايات الجميـــلة و خالقي ، لا تنزعي مصل الأمل الذي منذ عرفتكِ و هو ثابتٌ في كيانك تغذّين به شرايينك

و ربي
أنــّي كنتُ و ما زلتُ أراكِ مثالاً للصبر
صامدةٌ أنتِ في مهبّ الانتقالات

حبيبتي

البشرى
البشرى

هي الوعد القادم

(( وبشر الصابرين ))




.....






أخبرتني بأنّ الأمسَ مات
و أنا عدتُ ألملم لوعتي
أقي أيامي أسر الشتات
و أنّ الوعد جاء
يلوّح لي من بعيدٍ
يحمٍلُ أمتعة الذكريات
و يمزجُ لي آخر نكهةٍ
من طعم اللقاء

بأيّ الأحلامِ أشربُها
و بأيّ أمنيةٍ
أجمعُ الفتات
و أي أغنيةٍ تبعثُ تاريخ
الأماني الراحلات ؟

أخبرتني أنّ الوعد حان
و أنّها لم تُطِق بُعد المكان
و أنّ الرحيل وحشيٍ
يقطّع شرايين الحياة !

تلوّنت الأشياء من حولي
و تاهت فيني 
صور الأيام الخاليات!

آهٍ يا إيمان
إنّ الوعد حان
و أنا مازلتُ أتملّق ماضٍ جمع أرواحنا
و أفتّشُ عن قدرٍ آخر يحمِلُني
إلى نفس المكان !

هل رحلتِ يا إيمان ؟
و أنا التي تمرّدت أحلامي بلقيا جديدة
 تعيدُ رسم ماضينا
بأبهجٍ الألوان !

لم ترحل يا إيمان
فنسمات روحكِ
توغلّت في حنيني
و الشوق يحيينا
يقتل وهننا
يخلّد حبّ أختان !

آهٍ يا إيمان
خذي بعضاً من صبري
أقنعي به الأيام  أن تتمهّلَ
توسلّي إلى الحقيقة
بأن لا تتعجلَّ
و سامحيني يا إيمان ..
سامحي روحي لأنّها لا تعرفُ التحليق
بعيداً إليكِ
و لا تجيد الطيران !

سأملؤ القلب حمداً
سأكتِبُ الشوق شعراً
سأمجّد أول تاريخٍ
حملنا على مر الزمان !

البشرى يا إيمان
تشفيكِ فتشفيني
 و تمنحُ توجّسنا
بعضاً من أمان

البشرى يا إيمان
فعظيمةُ الصّبر
تبشِرُ بالجنان .





الأحد، 20 فبراير 2011

أنا مصر ..


تقييد الحريّة بانطباعات شخصيّة



لكلٍ مفهومه للحرية ، و بناءً  على المفهوم الذي يتبناه الفرد يطالب بها ، كلٌ يطالب بالحرية وقد نسوا أن المجتمع ما هو إلا أفراد ، و أن الأفراد هم من يوسّع مساحة الحرية أو يضيّقها ، ما لذي يبحث عنه من  يناشد بـ(حريته) و هو أول من قام بوضع حدود واهية معرقلة تحد من مطالبة الآخرين بها ! 
تباين مفهوم الحرية عند كل شخص و تعدد المفاهيم و تباعدها و إدعاء فاعلية الحرية المطلقة و عدم فهم معناها ، كل تلك الأمور أخرت من حق الفرد في العيش في مجتمع يؤمن بالحرية المباحة  التي من شأنها أن ترفع مستوى العيش لا أن تهبط به إلى الانحلال و الرذيلة، الحرية مفهوم واحد نعيش تحته و فيه، و من خلاله يمكننا أن نحافظ على خصوصيتنا و أحقيتنا في التعبير و تميزنا و تفرّدنا ، دون أن نحدث ضجة للتوصل لمفهوم ذاتي لا يخدم مجتمع كامل بل يدعم فكر ذاتي أو رغبة شخصية ، فحين التحدث عن مصير مجتمع ، يجب مراعاة العموميات لا الخصوصيات ، بخلاف ما يحدث من صراع بشأنالحرية الشخصية و كيف ينبغي أن تكون .
 إن احترام حرية الأشخاص ينبع أولاً من احترام المجتمع لمفهوم الحرية و تطبيقه على الأفراد ، بل و العيش معها و كأنها جزء من الحياة الاجتماعية و لا تخرج عنها بل هي كذلك، و إلا تم تقييد الأفراد حسب أيدلوجية معينة تكونّها ثقافة اجتماعية أساسها تقاليد متوارثة  و حسب ، أو قد يسبب ذلك التقييد استنباط الناس لمفاهيم ذاتية للحرية قد تحدث صراعاً بين أفراد الجيل الواحد و فجوة بين جيلٍ و آخر. و في أي مكان إذا لم تتحد الرؤى غابت الأصالة و تأخر تحقيق المبتغى إن كان هنالك رؤى واضحة في الأساس . في الحقيقة ما دفعني لكتابة ذلك الرأي _ الذي أتمنى أن لا أكون أيضاً انحزت به لشعور ذاتي و حسب _ هو رؤية شخص للحرية على أنها العبث و المهاترة و التعصّب لنادي معيّن و التلفظ بالألفاظِ التي يريدها ، بحكم أنه يحق له أن يعيش كيفما يشاء ، بل و يقول أن هذه المتعة التي ينشد إليها و يناشد المجتمع بها .


علامة تعجّب !








! علامة تعجّب كبيرة لكل من يفعل ما لا يقول
! علامة تعجبّ لكل من يجرأ على ارتكاب الخطأ و يعجز عن فعل الصواب
! علامة تعجّب لكل من يحكم على النّاس من ظاهرهم
! علامة تعجّب لكل من يفعل أمراً و لا يدري لماذا
! علامة تعجّب لكل من يخشى عباد الله و لا يخشى الله
! علامة تعجّب لكل من يرى أن الكذب و النفاق أفضل من الصدق و الأمانة في كسب الرزق
! علامة تعجّب لكل من يغضب من استقبال النصيحة
! علامة تعجّب لكل من رضي بأن يعيش بلا هدف
! علامة تعجب لكل من يسعى إلى إرضاء الآخرين على حساب نفسه
! علامة تعجّب لكل من يخجل من والديه و يفخر بأصدقائه
! علامة تعجّب لكل من لا يقبل الاختلاف بين الأشخاص
! علامة تعجّب لكل من يكذب و هو يعلم بأنّ الصدق نجاة !

و كثيرة هي علامات التعجب التي تتوسط عالمنا .. بين الأفكار مساحات شاسعة من الحرية لكن لا مساحة بين الخطأ و الصواب .. لذا إن تمييزهما سهلُ لمن أيقن و جود الصواب للتمسك به و الخطأ لإمكانية الوقع فيه فالحذر منه .. و صعب على من لا يحترم عقله و لا ذاته فلا يفكّر في أفعاله و يكرر الخطأ .. و كما هو معروف الفضيلة وسطٌ بين رذيلتين .. و حُسن الخلق مطلب يُسعى إليه و الفضائل بعضها فطريٌ و بعضها مكتسب ، بل الأغلب من النوع الثاني ، لذا فإنّ الإصرار في السعي على التمسك بالفضيلة عملُ يُثقَلَ الميزان و يُكسِب العبد حبّ الرحمن و يجعل الشعوب  تعيشُ بأمان .. و تمادي البشر في الخطأ لا يعني أنّ الصواب لا طائِل منه .. فالفضائل ثابتة كما الرذائل ، و لم نـُأمر بإتباع العبيد و إنما التوحيد ، و من الجهل التام و غشاوة البصيرة أن نحكُم على الحياة من أفعال البشر ، منذ متى و أفعال البشر نهجُ نسيرعليه و خالِصُ عملٍ نقتفي أثره ؟ إن التوغل في أسباب الانحلال الخلقي بلا مرجعيّة ثاقبة تحكُم على الحقيقة بالحبس في زنزانة الجهل و التمادي بالعيوب و تقبّل الذنوب ، إنّ للإنسان إرادة في كل ما يختار منذ خُلِق و في كل ما يشاء من تصحيح طبع ، بل له قدرات حباه الله بها ، و كل ما عليه هو التركيز عليها و إمهالها وقتاً و بيئةً خصبة لكي تنمو ، ليجني منها الثمار و يجني من حوله .

على مسرحِ الأحلام .. تموت الأوهام


الضوضاء في أحلامي مصدرٌ يستفز كل حواسي الخمس كي تعبث ببقايا الماضي الغريب. لا أحب أن أكتب عندما يشيح أملي بناظريه إلى عقارب الألم ! وكلما تنحيت عن عرش الجاذبية أصطدم بحائطً آخر من تجارب الحاضر يؤلمني وتبقى آثاره كرمزٍ لتميزي، وكأن أضوائي تصر أن تذيقني بؤس الظلام قبل أن تمنحني كبريتاً واحداً كي أشعل به شمعه !
لا يهمني أن أسير في الظلام بعيداً عن أصوات اللائمين طالماً أني أعلم أن الضوء قريب ، و أن الألف شمعة القادمة ستكون  من نصيبي ، فقد كان الظلام مبعثه هواءهم الذي يتنفسونه حولي مع كل زفير ، و قد أوقدت موقداً كبيراً في داخلي يحرضني على البقاء بعيداً عن وقود الضغينة ، و الشجن هو نفسه ذات الشجن بيد أن ألحاني أصبحت أكثر انسكاباً ، و السمفونية قد أصبحت أكثر عمقاً بعيداً عن بعث عن كل ما مضى ، سوى صوتي أنا وعازف الانتصار . وكراقصةٍ محترفة على إيقاعات الأمل ، أجزم بأن خطواتي الدقيقة الناعمة كادت أن تهشم بلاطهم المزيف ، و تلغي سطوة اسطواناتهم الصاخبة و رقصاتهم  المترنحة و كؤوسهم التي اعتادوا ملأها بكل فراغ مكثّف !
لا ريب بأن لا أسمع تصفيقهم الحار ، بعد تحيتي المتواضعة ، فقد أفقدتهم توازن اضطراباتهم ، و عكرت صفو غيومهم المتكتلة ببضع قطرات لا تكاد تكونُ من عرق جبيني !
وانطفأت الأضواء ولم يتبقّ سوى مساحات أرسم بها رموز آلامي على الهواء،فتتطاير كسنابل مفعمة باليقين، وتندثر معالم أحلامهم تحت ركام الفراغ ! فيُغلَقُ الستار فيعم صوت الانبهار... وقيودهم على وشك الانهيار ! و خلف الكواليس حلمٌ آخر على وشك الانفجار.










بيني وبيني كانت فكرة !


أيقظتني فِكرةُ اختفاءِك
و على حافةِ الفكرةِ .. غفوت
ماذا لو لم أغفو
و تمادت فكرتي
و تنامت عبرتي

وتلبست كل الشكوك الكافرة
وامتطت أوهام الضياع القاصرة
ماذا لو صمدت اليقظة
ولم  أغفو على شفا فكرة ؟
فسقطت !
ماذا لو تأخرت قليلاً غفوتي
فرحلت ؟
لم ترحل كلها أضغاثُ فكرة !