كانت اللقيا ،، و كنتِ أنتِ التي تلقّفتني من بين فوضى الذكريات ، لأبدأ رحلة الأصدقاء و أكتشِف معكِ بعداً آخر يعبَقُ بعطرِ الحياة ..
كانت اللقيا هبةٌ تنزلت تسمو بها روحي إلى سماءِ الأوراح المباركة ، أذكرُ كم أنّ الكل كان يطمعُ بسويعاتٍ يقضيها معكِ ، أتذكرين مديرة الدار و غيرتها ، كلّما تذكرتُ مواقفنا ابتسمت ، أتذركين كم استقبلتِ كل طيشي و تمرّدي بقلبٍ حنون ، أذكر تماماً أنكِ كنتِ تقولين لي : " أعلم يا نوف أنكِ سوف تعودين إلى رشدك " ..
رغم ابتعاد المسافات بيننا إلاّ أنكِ كنتِ تسكنين معي روحاً ، و أعلم بأني كنت كذلك أيضاً ، رحيلك لم يزد بعد المسافات طولاً بالنسبة لي و لا بعد الأرواح نسياناً ، رحيلكِ يحرّك فيني شجناً استشعرته في حروفك ، لأوّل مرّه أشعر بانتقال رعشة الحزن الذي يسكنك إلى قلبي ، ما يحزنكِ يحزنني و ما يفرحكِ يفرحني ...
دموعي كانت الأسبق في فضح المكامن ،كلّ ما أشعر بأنّ لدي رغبة في قوله : " أحبـــك " ،و أحب أن أراكِ سعيدة ، ترفلين بالفرح ،و تغمرين قلوب من حولكِ به ،روحي .. إنّها أول البدايات الجميـــلة و خالقي ، لا تنزعي مصل الأمل الذي منذ عرفتكِ و هو ثابتٌ في كيانك تغذّين به شرايينك
و ربي
أنــّي كنتُ و ما زلتُ أراكِ مثالاً للصبر
صامدةٌ أنتِ في مهبّ الانتقالات
حبيبتي
البشرى
البشرى
هي الوعد القادم
(( وبشر الصابرين ))
و ربي
أنــّي كنتُ و ما زلتُ أراكِ مثالاً للصبر
صامدةٌ أنتِ في مهبّ الانتقالات
حبيبتي
البشرى
البشرى
هي الوعد القادم
(( وبشر الصابرين ))
.....
أخبرتني بأنّ الأمسَ مات
و أنا عدتُ ألملم لوعتي
أقي أيامي أسر الشتات
و أنّ الوعد جاء
يلوّح لي من بعيدٍ
يحمٍلُ أمتعة الذكريات
و يمزجُ لي آخر نكهةٍ
من طعم اللقاء
بأيّ الأحلامِ أشربُها
و بأيّ أمنيةٍ
أجمعُ الفتات
و أي أغنيةٍ تبعثُ تاريخ
الأماني الراحلات ؟
أخبرتني أنّ الوعد حان
و أنّها لم تُطِق بُعد المكان
و أنّ الرحيل وحشيٍ
يقطّع شرايين الحياة !
تلوّنت الأشياء من حولي
و تاهت فيني
صور الأيام الخاليات!
آهٍ يا إيمان
إنّ الوعد حان
و أنا مازلتُ أتملّق ماضٍ جمع أرواحنا
و أفتّشُ عن قدرٍ آخر يحمِلُني
إلى نفس المكان !
هل رحلتِ يا إيمان ؟
و أنا التي تمرّدت أحلامي بلقيا جديدة
تعيدُ رسم ماضينا
بأبهجٍ الألوان !
لم ترحل يا إيمان
فنسمات روحكِ
توغلّت في حنيني
و الشوق يحيينا
يقتل وهننا
يخلّد حبّ أختان !
آهٍ يا إيمان
خذي بعضاً من صبري
أقنعي به الأيام أن تتمهّلَ
توسلّي إلى الحقيقة
بأن لا تتعجلَّ
و سامحيني يا إيمان ..
سامحي روحي لأنّها لا تعرفُ التحليق
بعيداً إليكِ
و لا تجيد الطيران !
سأملؤ القلب حمداً
سأكتِبُ الشوق شعراً
سأمجّد أول تاريخٍ
حملنا على مر الزمان !
البشرى يا إيمان
تشفيكِ فتشفيني
و تمنحُ توجّسنا
بعضاً من أمان
البشرى يا إيمان
فعظيمةُ الصّبر
تبشِرُ بالجنان .