ابحث عن شيءٍ هنا

الثلاثاء، 29 مارس 2011

بالقرب من بقعة ضوء !




هي : لا تنتظر بقعة الضوء عندي ..
هو : لماذا ؟
هي : لأنني ببساطة لا أمتلِكُ مفتاحاً لأحلامِك
هو : و أحلامك ؟
هي : أحتفِظُ بمفتاحِها عندما تكون خارج نطاق حياتي .
هو :و عندما أكون داخل النطاق ؟
هي :تنتهي !
هو : ....!
هي: لأنّك لا تمتلِكُ إلا حلُماً واحداً
هو : أيّ حلمٍ تقصدين ؟
هي : ذاك الذي جعلك تبحث عن بقعةٍ ضوءٍ عندي
هو : أتقصدين حلم امتلاكك ؟
هي : ربما
هو : تقصدين نعم
هي : فسرها حسبما يرتضي حلمك الوحيد !
هو : هل تعاقبينني ؟
هي : لا
هو : تشمتين بي و بحلمي الذي أضعتُ مفتاحه عندكِ ؟
هي : بالطبع لا و لا يحق لي أن أشمت بك و أنا لا أملك أصلاً مفاتح أحلام الآخرين .
هي : هل أنا أنتمي للآخرين الذي لا تشاركينهم الأحلام ؟.
هي : اسمعني أنا أشارك الآخرين -و أنت منهم- أحلامهم كي تتكاثر .
هو : و أنتِ ؟
هي : أحلامي لا ترتبِطُ بنفسٍ بشرية
هو : هل تحلمين معي ؟
هي : بالطبع
هو : أمِن أجل أن تعود الأحلام ؟
هي : لا
هو : لماذا ؟
هي : من أجل أن أمتلك الآلاف منها ، لهذا إن خرجت أنت منها فلن يضيع المفتاح !
هو : أمن أجل أنّ حلمكِ بإيجادي تحقق ؟!
هي : لا
هو : متى تجيبين بنعم ؟
هي : علّي لا أجيب بنعم و أنت ما زلت تلتمسُ هنا بقعة ضوء تجدُ معها مفتاحك .
هو : هل تعيشين في الظلام ؟
هي : لا
هو : هلاّ تخاصمين لا من أجلي ؟
هي : لا ، ليس بعد أن تدربت على قولها مراراً
هو : أمن أجلي تدربتِ ؟
هي : من أجلي أنا
هو : و أحلامك ؟
هي : أخبرتك بأني أمتلِكُ الآلاف من الأحلام
هو : و أنا ؟
هي : حلمٌ واحد
هو : لا يعنيكِ ؟
هي : بالطبع يعنيني ولكن دخولك حياتي حلمٌ واحدٌ من تلك الآلاف .
هو : و خروجي ؟
هي : لن يضيع معه المفتاح !
هو :هل سأجدُ بالقربِ منكِ مفتاحي ؟
هي : لا تبحث عنه بل أخلق جديداً .
هو : لماذا ؟
هي : لأن الأحلام لا تقتضي منك ثمناً إنّما عزماً ،فاقتني منها ماشئت فإن رحل منها واحدٌ بقي لك الكثير .
هو : و حلمكِ بامتلاكي ؟؟
هي : عفواً .. حلمك أنت امتلاكي
هو : و أنتِ ؟
هي : لم أحلم يوماً بامتلاكك كي لا تنتهي أحلامي عندما تفارقها .





الاثنين، 28 مارس 2011

لوحةُ الأحلام




لفتة جميلة تستوقفنا و تبشر بجيلٍ صاعد ذو مواهب متعددة و آمالٍ عديدة .. تارةً نقف على كلمة و تارةً أخرى على صورة .. و أحياناً تستوقفنا بصمة .. و ما زلنا في تفاؤل ينقلنا إلى أفقٍ أرحب  يشفي صدورنا بأفرادٍ قد يحققون مالا تحققه مجتمعاتٌ كبيرة .. السير بثقة و فق طموحٍ  أو هدف .. و غاياتٍ سامية و نوايا نقيّة كلّها تكوّن مزيجاً من الألوان البديعة ترسمُ لنا لوحةً ذات همّة و علوّ .. إلاّ أنّ تلك اللوحة قد يخلو جزءٌ واضحٌ فيها من الألوان، و تحتويها زاويةٌ غامضة تزعجُ بعض الناظرين .
تمر عليها الأيام و الشهور فيعتليها الغبار ، و تغدو الألوان باهتةً تنتظرُ يد الرّسّام كي يُنعِشها و يضيف عليها اللمسة الأخيرة التي لم تكتمِل معها خطة الأهداف .كان حلُماً ذاك الذي أبدع الرّسام خطواته بريشته ، و تفانى في تنسيقه و انتقاء ألوانه ، حتى أصبحت اللوحة تعجّ بألوان الطيّف ذات الدلالات المختلِفة ، تمادى في رسم الأحلام ، لوحةً تلو لوحة ، اعتنى بمظاهر لوحاته ، و لكنّه مازال في كل مرة يترك فيها زاويةُ غامضة ، يحتار في أمرها المختصون ، و تبقى بقعٌ بلا لون كتجاويف مزعجة على سطح الحياة .
كان يعلمُ تماماً أنّ لوحاته جميلة و لكن كان ينقصها شيء و لكنه لم يعلم ما هو بالضبط ، في كلّ مرة كان يعود فيها إلى لوحاته بعد مدة طويلة ، يرى ذرات الغبار قد غطّتها و ملأت الفراغات ، ثم يلحظ بأنّ هناك زوايا في لوحته بلا ألوان ، كانت شفافة معتمة كالزجاج حين لا نمسحه فلا نرى من خلاله .
فكرّ بأنّه قد يحتاج إلى نظــّارة ، فحاول جاهداً الحصول على نظارة حياتيه من مختص ، فعندما ارتدى النظارة، اتضحت الرؤية ، فعلِم أنّ كل ما يحتاج إليه هو الرؤية الصحيحة ، كي يلوّن الفراغات باللون المناسب ، ويحيي لوحاته الميتة من جديد و يبعث روحها التي طُمِست مع الغبار .
 تلك الرؤية  التي تجعل ُ من الأحلام المحلّقة طموحاً واقعياً يُغرسُ في أرضِ حياته ، ليجني منه الكثير من الثمار  الحلوة ، عاد لينعِش لوحاته الرتيبة، و يحدد الألوان و يحدد المضمون ، ويُكمِل النقص ، حتى عادت لوحاته تسر الناظرين ، و لم يعد بحاجة إلى رسم أكثر من لوحة و ملئها بالألوان في كل مره ، فهو يعرف أي الألوان تناسب أي اللوحات .
نحتاجُ كثيراً إلى أن نعرف ماذا نريد ، إلى أين نحن ذاهبون ليس فقط في الغد أو بعد عام ، إنّ الرؤية السليمة نحتاجها كي نعرف أين سنكون بعد أعوام ، هي التي تحدد لنا الأهداف التي نرسمها ، فلن تكتمل لوحة الأهداف إلاّ برؤية ، و لن يكون الحلم طموحاً إلاّ باتضاحها ، نحن نحتاج إلى الأحلام كي تغذّي شريان الحياة ، و لكنّها ستضل أحلاماً عندما تتعدد ولا تُحدّد ، و نحتاج للثقة و اليقين كي تكبر أحلامنا فتصبِح طموحاً نعمل من أجله ، و الأهم من ذلك علينا أن نحدد نوع الأحلام على لوحة الحياة تماما كنوع الألوان على لوحة الرسام ، و أن لا نهمِل تجديدها و اكتشاف نواقصها ، حتى لا تنطفئ شعلتها ، و ننسى ماذا كنّا نريد ، و ماذا  رسمنا ، بين حينٍ و حين نخلو بلوحاتنا و نتأمّلها .


الاثنين، 21 مارس 2011

يهدي إلى البر

(ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا )



وقفت موقف المتأملّ المتألّم في حال الصدق في أوساط حياة الكثيرين ..
ثم وقفت وقفةً مستقطعة لأمعِن النظر في مسألة المبادئ و القيم الإسلاميّة !
الصدقُ في حياة الكثيرين لا طائل منه سوى حين يتصدر أفعالهم بعفوية ، ليس بغرض الصدق إنّما هي أتت هكذا دون وعي احتساب الأجر في كل إتباع و تسليم !
فالصديقُ يكذب كي تستمر الحياة !
و الزوجة تكذب كي تستمر الحياة !
و الابن يكذب كي تستمر الحياة !
و الصحافة تكذب كي تستمر الحياة !
و الحكّام يكذبون كي تستمر الحياة !
و الشعب كله يكذب كي تستمر الحياة !

و لم يعلموا أن الضمير لم يعد حياً ، بل مات منذ زمن و تآكلت قواعده ، و تعفنت مقاصده ، و تبرأت مِنه صفات الصادقين !
في كل مكان أشتم رائحة الكذب تخرج من رغيف حياتهم المعجون بأغراض دنيوية بحته ، خشوا أن تضيع منهم و استعجلوا في عجنها و من ثم خبزها بحجة أن يحصلوا على كعكٍ لذيذ و لكنهم لن يحصلوا إلاّ على رماد ، فالخليط غير متقن و قد يكون مسموماً ! و هناك من مارسوا الافتراء  على الصدق بزعم أنّ الحياة تستمر بالكذب ، و لكنها واقفة منذ زمن ، و تدور في كل مرة على نفس البقعة الخربة ، فهل ستزدهر الحياة بمخالفة منهج الله ، و تنطفئ بإتباع نهجه ! إنّ من يعتقد بأن الكذب خير وسيلة لاستمرار الحياة فقد تنازل عن كثير من القيم الإسلامية و الخصال الحميدة بحجة أن تستمر الحياة !
فماذا ستصبح حياته بعدها بلا قيم و لا مبادئ ؟
كالبيت الخرب المتهالك الآيل للسقوط في أي لحظة !

" عليكم بالصدق فان الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب ، حتى يكتب عند الله كذابا.  "


الثلاثاء، 15 مارس 2011

قِصصٌ قديــمة









ماتت فيني كل القصص القديمة
كل أوجاع الهوى
كلّ أوهام الصبا
كلّ أشياءٍ كانت تعنيني

كلّ أشخاصٍ كانوا ملائكةً
تؤنسني
كلّ أحلامٍ
تسليني

ماتت كل الأغنيات القديمة
التي كنتُ أسمعها
كل القصائد الشاعريّة
التي كنتُ أنشدها
كلّها الآن تتعبني
و تضنيــني

اتسعت كلّ المساحات الضيقة
و ابتعدت كل المسافات التي كانت
من الأصحاب
تدنيني

كلّ قناعاتي التي تشكّلت
الآن تفككت
و الصمتُ يضجّ في أذني
بين الليلة و الليلة
يقرع أذني صدى الوحدة
يزعجني
و يشقيني

قصصي لا أوراق لها
كما كانت
في رفقٍ أقلّبها
في ورعٍ أرتّلها
الآن ضائعة
تكتبُ بلا أملِ
وتــُقرأ على عجلِ
و تطوى صحائفها
و الأقلامُ تفضحني
و لا حرفٌ يواسيني !

لا ألوانَ تملؤها
و لا أشجان تبرِزُها
كلّها أبيضٌ و أسودٌ
و بعضُ الماءِ
و الطينِ !

ماتت مفاتِنُها
واختفتِ الآهاتُ من نفحاتها
و تشتت مذاهبها
فلا أرض تحمِلها
و السقفُ بالٍ يخرٌ دمعاً
و دمع الشعر يكفيني !
لا أخبار تميّزها
لا أسرار تثيرُ فضول المتطفلين
و لا حباً يرش الماء على جسدي
فيسقي قريحتي
فتروي بساتيني !
إليكم قصصي التي كانت تشدّ مسامعكم
تقر بها أعينكم
ماتت
كفّنوا أبطالها
و ترحّموا على كلماتها

ماتت في قصصي
كل أوجاع الهوى
كلّ أوهام الصبا
كلّ أشياءٍ كانت تعنيني
كلّ أشخاصٍ كانوا ملائكةً
تؤنسني
كلّ أحلامٍ
تسليني
اخترتُ أحلاماً جديدة
و أوهاماً عديدة
علّها تعجبكم
أو أجددها
أو ألحقها
فتعفيـــني !




الخميس، 3 مارس 2011

هي جـنـة ٌ


فكرٌ قد يورث الوهن !



إنّ مجرد التفكير بأن ما يصيب الأمة من وهنٍ و تراجع هو جراء مؤامرات صهيونية أو تدخلات علمانيّة هو بحد ذاته تخدير للهمم و عثرة في طريق الوصول إلى النهضة . و للأسف بأن بعض الدعاة يروجون لهذه الفكرة مما يجعل بعض الشباب بدل أن يفكروا في كيفية النهوض بالأمة من جديد، يشغلوا تفكيرهم في كيفية صد تلك الجهات التي تنظّم تخطيطا كاملاً لإضعافنا، لن ننكر وجود بعضها ، و لكنها لن تتغلب إن وجدت عالماً عربياً إسلامياً متماسكاً لا يسقِطه هجومٌ فكريٌ ضعيف . و  الكل يعلم بأن وهن الأمة منبعثٌ من داخل نفوس المسلمين الذي خشوا مؤامرات العدو و لم يخشوا تراجع قيمهم و حضارتهم !و إن الأولى بنا أن نفهم وسائلهم و كيفياتهم في نشر فكرهم و رسالتهم الممزقة، كما فعل الكثير من غير المسلمين حين كشفوا نقاط ضعفنا و ركزا عليها و استمالونا إلى نظريات ماديّة مجردة من العمق الإنساني و الروحاني الذي خُلِقنامعه! و كان الأحرى بنا حين كنّا و مازلنا نؤمن بأعظم الرسالات أن نكشف مواطن ضعفهم و نصل إلى مراكز اهتزازهم من أجل أن نبلّغ فكرنا الإسلامي القويم على أكمل وجه. شغلنا بالتوجّس من احتماليّة أن تصح شكوكنا في أمر المخططات ، و نسينا أن نؤمّن تلك الدروع الحصينة التي لن يصل إليها بشر لو شكّلناها بعزة الإسلام ، و تأسينا في سيرنا بالحكمة التي نطق بها عمر بن الخطّاب( كنا أذل قوم, فأعزنا الله بالإسلام, فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ).   
لا ينشغل بعدوه إلاّ من أعطاه مساحةً كبيرة من اهتمامه ، و إن وضعنا تلك المساحة فنحن نرحب له بالتواجد فيها ، و إنّ الحضارة القويّة المنهج لا تخش من شقوق صغيره يفتعلها فاسد خارج إطارها ، و مهما زعمنا من مزاعم فلن نصل إلى النهضة الحقيقية من دون فهم عميق للمنهج الإسلامي  و وظيفته في رفع مستوى الحضارات .
نحن نعود إلى الخلف من نفس الدائرة التي سارت عليها شعوب سبق و أن تخّلفت ، فبحثت عن مناهج تسيّر بها حياتها ، و قد تكون وصلت إلى التقدم العمراني ، و لكنّها- و إن لم تكشف -ما زالت تعيش حالات مضطربة من عدم الاتزان النفسي و الروحي ، لأنّ مناهج بشريّة هزيلة لا يمكن أن تقوم بعمل منهج رباني متكامل. لماذا نسمح بأن يتصيد الآخرون أخطاءنا و نحن أمّة  تمتلك منهجاً قويماً فرّطت به ، بينما يحاولوا أن يُظهروا أجلّ الصور و أكملها عن حضارةٍ مزخرفة الجدران متهالكة الأركان !
نحن نحتاج بالفعل إلى فهم عميق لماهيّة الحضارة و أسبابها ، و معرفة تامّة بضعف دول توهم مجتمعاتها بأسباب التّفرد و السلطة على حساب الفرد الذي يعيش من أجل مصالح دوليّة لا من أجل تخليد أمّة !
 بأيدينا أن نصنع حضارة تبعثُ المسلمين من تحت ركام المفاهيم التي توارثتها وهناً عن وهن ،عندما نخرج من بوتقة التبعيّة و أوهام الهجوم و المؤامرات و نعي بأنّ مشكلتنا فكريّة روحيّة قبل أن تكون مدنيّة .