ابحث عن شيءٍ هنا

الجمعة، 1 أبريل 2011

الفساد الإرشادي!



يعيثون في البيوت فساداً !




كلّنا يعلم بأنّ البعض قد يمر أحياناً بمرحلة يقف فيها عاجزاً عن حل مشكلاته أو تفسيرها بنفسه ،، فيتوجه إلى من يمكنه مساعدته لحلّها ، و يبحث بتفان عن شخصٍ ذو علمِ و تجربة ، و في معظم الأحيان يلجأ إلى ذوي الاختصاص ،  و هذا أمرٌ محمود صحيح ،و لهذا وِجدت مراكز الاستشارات الأسرية و النفسية ، و التي عملها في المقام الأول إرشاد و توجيه الآخرين و تصحيح مساراتهم ، و مساعدتهم على اتخاذ القرارات السليمة .و قد يتطلّب الأمر في بعض الأحيان إلى الاتجاه إلى أخصائي معالج حين تكون المشكلة نفسيّة أو سلوكية ، و في حين أنّ حياتنا غالية و استقرارنا الأسري و النفسي ثمين و يهمنا بالدرجة الأولى ، ستجد الغالبية تتحرى الدقة  في البحث عن ذوي الخبرة و المصداقية . و قد تستبعد العقول تماماً وجود مراوغين أو استغلاليين أو أصحاب نفوس دنيئة تتخصص في هذا المجال  ، فكيف للعقول أن تسلّم بذلك و هي تنشد الأمان النفسي و الاستقرار الأسري من خلال استشارة أو متابعة يقدّمها لهم صاحب المهمة . إنّ مهمةً  إنسانية عظيمة كتلك تؤمن معها العقول بأنه لا يمكن أن يستلم زمامها إلاّ ذو قلبِ رحيم و عقلٍ حكيم و شخصٍ كريم . إلاّ أن الواقع يفرضُ ألماً حقيقياً غائباً عن الوعي البشري الباحث عن الراحة و الناشد للاستقرار ، إنها حقيقة استغلال بعض المنتسبين لذلك العمل الإنساني انتساباً ذو مصلحة شخصية لحاجة أولئك الباحثين عندهم عن الحلّ لكثيرٍ من المشكلات  !
و صلني ما وصلني من المفاجآت حملها إلى مسامعي أشخاصٌ يعيشون في مجتمعنا  أفصحوا عن تجاربهم المرهقة للسمعِ و الفؤاد مع أولئك الذين خانوا الأمانة و تصرفوا بدناءة و انسخلوا من حقيقة العمل الذي يقدمونه ، ارتدوا قناع المستشار أو المختص ، والتجأ إليهم الكثيرين بعد الله تعالى كيف يجدو لهم الحلول و يقدموا لهم الاستشارة .  فاستغلوا حاجتهم أيّما استغلال ، و أولئك ليسوا بشخصياتٍ وهميّة أو هامشية ، للأسف بأنهم أشخاص لهم إسمهم و أعمالهم في المجال التربوي و الإرشادي و التطويري ،بل البعض منهم لم يكتفِ بالاستغلال ، بل دمّر حياة الأشخاص !  وقادهم إلى اتخاذ قرارات لا يستفيد منها الطامع بالحلول بل يستفيدون هم منه شخصياً بطريقة محكمة التخطيط  و أسلوب مراوغ من أجل الوصول إلى أغراض تنتفي منها الإنسانية و القيم النبيلة !!! أي مرشدِ و موجهٍ  ذاك الذي تجرأ على حمل أمانةِ مساعدة الآخرين و هو ينوي تخريب حياتهم و هدم استقرارهم ؟  مشاكلهم التي خرجوا منها بعد الاستشارة ليست بأقل من تلك التي كانت تنغص عليهم قبل الاستشارة ! بل خرجوا بخسارة ! و انعدام ثقة و قلق و خوف .
إني أنقل معاناة من أُستُغِلّوا بحاجتهم أو أموالهم أو الفتيات اللواتي تعرضن للإهانة و مس الشرف ّ! أنا لا أعمم ، فلا زالت المهنة شريفة و الناس بحاجة إليها و لن يدنسها أي متسخٍ برغباته الشخصية الدنئية ، و لكني أقف موقف الأخت و حاملة هم رسالة قلم سامية ،و التي وصلتها أحداث ضحايا المستغلين و  المنتسبين إلى الاستشارات و التخصصات النفسية و التربوية و التدريبية أيضاً و في الحقيقة هم من يحتاجون إلى ترشيد و إعادة تأهيل ! بل إنّهم عارٌ كبير على تلك المجالات الانسانية ، يرتزقون منها باستغلال حاجة البشر . هنا دورنا ، دور الكاتب الصادق ، دور المستشار الصالح ، دو المعالج الأمين ، دور التربوي المخلص ،  درو المسلم الحقيقي ،دور مراكز الاستشارات ، دور المؤسسات التربوية  في نشر الوعي و تحديد مهام المختص و اكتشاف المخادعين و إبراز فقط من يستحق الإبراز .
عليناً أن نثير هذا الأمر ولا نهمّشة ، و نطوّع الأقلام لنشر الوعي ، لأنّ التوعية تحد من انتشار أولئك الكاذبين و استمرار ممارستهم للتوجيه الكاذب ، فإذا توقف أمثال أولئك الضحايا عن اللجوء  إليهم فستقل الحاجة إليهم و يتلاشى بريقهم المزيّف .
إنها قضية يا أحباب ، قضية لا تقل أهمية عن القضايا التي تحتاج إلى نقاش، و حوار مفعم بالمصداقية التي تدلّنا على الحلول الإيجابية المنطقيّة القابلة للتطبيق ..أرجو بأن تكون هذه الكلمات بداية  في إثارة هذه القضية التي أخذت تنتشر بشكل ملحوظ  لتصل الحقيقة الغائبة إلى كل أرجاء المجتمع ، كي يبدأ بنشر الوعي و قول الحق ، فلا فائدة من ذاك الصمت الذي  يعيشه ضحايا الاستغلال الإرشادي .